اعادة تدوير غذائي!!

قرات المقال في جردية الوطن الكويتيه في يوم الاثنين الموافق 17/5/2010
للكاتب:احمد يوسف الدعيج..

إعادة التدوير Recycling هي عملية يتم بها الاستفادة من النفايات أو بعض المنتجات الصناعية التي لم تعد تستخدم وذلك عبر الاستفادة من المواد الخام المصنعة منها هذه النفايات والمنتجات، وهي عملية كبيرة لها فوائد كثيرة من أهمها المساهمة بفاعلية في حماية البيئة، وبعض أمثلة إعادة التدوير تتمثل في إعادة تصنيع ورق الصحف والمجلات وعلب الكرتون، وكذلك الزجاجات والمنتجات البلاستيكية وإطارات السيارات التي يتسبب حرقها لاستخراج الأسلاك المعدنية منها كما يفعل البعض بتلوث كبير في الجو، ومن أمثلة إعادة التدوير الاستفادة من حديد السفن والقطارات القديمة.
في الساعة السادسة تقريباً من صباح يوم الجمعة الماضي تجولت في المنطقة كي أبحث عن «مخبز إيراني» ذلك ان السلطات المعنية ولا أدري هل هم مفتشو البلدية أم مفتشو وزارة التجارة جزاهم الله خيرا قد قاموا بإغلاق «مخبز فرع الجمعية» الذي يديره جماعة من الأفغان، ولكنهم ليسوا من جماعة طالبان حفظهم الله وسدّد رميهم، بسبب قيامهم بالغش المتمثل في نقص كمية الطحين التي يحتويها رغيف الخبز، لم أعرف أين أتجه في البحث عن المخبز البديل فسألت أحد سائقي البيوت وكان منهمكا في فتح «الهوز» على الآخر على الرغم من كثافة الغبار فقال: يوجد مخبز في قطعة 3 فتوجهت الى قطعة 3 ولم أهتد الى المخبز فشاهدت أحد الإخوة المصريين الأشقاء ولعله من معلمي البناء ولما سألته جزاه الله خيرا عن: هل يعرف مخبزا إيرانيا في الجوار؟ قال: نعم وأعطاني وصفا لموقع المخبز فوجدت نفسي على وشك الخروج من المنطقة والدخول في الدائري الخامس، فعدت من حيث أتيت ولكن مع العزم والتصميم رجعت الى البيت ومعي أربع خبزات ثلاث منهن عاديات وواحدة ذات ثمن مضاعف، يعني بالسمسم.
في نفس الموعد تقريبا من صباح يوم السبت توجهت مباشرة الى نفس المخبز الذي يديره جماعة من الإيرانيين لشراء الخبز فهالني ما رأيت، كانت أمامهم كمية كبيرة من أكياس «الصمّون» والخبز منتهية الصلاحية انهمك اثنان من عمال المخبز في فتحها وفتها ووضع محتوياتها من الصمّون والخبز الذي تم فته على ما يشبه سماط السفرة، أما زميلهم الآخر فكان يشرف عليهم بطريقة تثير الريبة، لما رآني العمال بدا عليهم الارتباك الشديد فبادرتهم بالسؤال عما يصنعون، همهم أحدهم، وكان كبيرا في السن، بكلام لا أعرفه وقال الآخر ما معناه انهم يجمعون الخبز والصمّون، منتهي الصلاحية، من المطاعم ويقومون بإعطائه للغنم (و لن أخبركم بما قلت في نفسي لما سمعت هذا الخباز اللي لو يلخّ واحد من شرطتنا كف يوصله بنيد القار).
يوم السبت يوم عطلة (يوم راحة حسب وصف ديوان الخدمة المدنية) وبالتأكيد يكون المفتشون في سبات عميق وهذا ما جعل عمال المخبز يقومون بهذه العملية الخطيرة وهي إعادة تدوير الخبز والصمون والاستفادة من طحينه بعد تفتيته لعمل خبز جديد رديء النوعية ويكسبون من ذلك ثمن شراء بعض أكياس الطحين «المدعوم». في المساء هاتفت أحد الأصدقاء المطلعين فقال: إن هذا يعتبر من عمليات الغش التجاري التي تستوجب إغلاق المخبز ومحاسبة صاحبه.
كم أرجو ان ينتبه الإخوة الكرام في إدارات التفتيش سواء في البلدية أو وزارة التجارة الى مثل عمليات الغش الغذائي هذه وغيرها التي تحدث في مثل هذه الأوقات المبكرة من أيام العطل بسبب خطورتها على صحة المستهلكين، ان شركة مطاحن الدقيق الكويتية من أكثر الشركات في الكويت تألقا وجدية بسبب جودة ونظافة وتنوّع منتجاتها، لا أعرف: هل بإمكانهم تطوير خط إنتاجهم عبر تبنيهم للمخابز الشعبية التي تنتج الخبز الإيراني فيقدمون بذلك للمستهلك خبزا عالي الجودة صالحاً للاستهلاك الآدمي؟